بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فهذا كتاب نذكر فيه ما يجب على المسلم الإيمان به مما ورد في الكتاب والسنة، وقد نذكر بعض أقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم لشرح آية أو حديث، أو لإيراد قول يحدِّد المراد من الآية أو الحديث. وقد قسمناه إلى كتب وأبواب، والتزمنا فيه الاختصار قدْر الإمكان، والاقتصار على المسائل اللازمة، وابتعدنا عن الخوض فيما خاض فيه المتأخرون من مصطلحات لم ترد في الكتاب ولا في السـنة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- يقول الله عز وجل حاثًّا على اتِّباع دينه، والاعتصام بحبله، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [آل عمران: 103]. وقال تبارك وتعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُون} [الزمر: 55].
فنقول - وبالله التوفيق: