نؤمن أن الله خالق كل شيء، وأن الله كان ولم يكن شيء غيره، ولا شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وخلق الماء قبل أن يخلق السماء والأرض، ثم خلق السموات والأرض، وكانتا رتقًا ففتقهما.
ونؤمن أن الله جعل هذا الخلق شاهدًا على ربوبيته المستلزمة لألوهيته، فهو الخالق الحق، وما سواه مخلوق تبارك ربنا وتعالى، وهو الإله الحق، وما سواه مربوب لا يستحق أن يُعْبد، أو يُرْجى، أو يُقْصد.
ونؤمن أن العرش الكريم خلق عظيم من خلق الله، بل هو أعظم مخلوقاته.
ونؤمن أن الملائكة تحفُّ بعرش الرحمن، وأن الله تبارك وتعالى فوق عرشه، فوق سمواته، بائن من خلقه.
ونؤمن أن الله خلق القلم الذي كتب مقادير كل شيء، وأن أقلام التقدير متعددة.
ونؤمن أن الله خلق الكرسي، وهو أعظم المخلوقات بعد العرش.
ونؤمن أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام من أيام الله، وأن الله رفع السموات بغير عمد، وأن الله خلق هذه المخلوقاتِ العظيمةَ لِحِكَمٍ عظيمة لا يُحاط بها، وقد أتقن الله خلقها وصُنْعها.
ونؤمن أن هذا الكون بسمواته وأرضه وجباله وكل ما فيه سيكون له حال آخر يوم القيامة.
ونؤمن أن الله خلق الشمس والقمر بالحق، وأنه سبحانه وتعالى جعلهما مسخراتٍ بأمره، وخلق النجوم والكواكب لحكم عظيمة، وأن النجوم والكواكب لا تنفع ولا تضرّ، ولا تؤثر في الحوادث السماوية والأرضية، ومن اعتقد أنها مؤثرة بذاتها فقد كفر، أو أشرك.
ونؤمن أن الله خلق الملائكة من نور، وجعلهم متفاوتين في الخلق.
ونؤمن أن الله خلق الجانَّ من مارج من نار، وأن خلق الجن متقدِّم على خلق آدم، وأن رأس الشياطين إبليس، وأنه هو الذي أغوى الأبوين عليهما السلام حتى أخرجهما من الجنة.
ونؤمن أن إبليس استكبر عن السجود، فغضب الله عليه، ولعنه، وطرده، وأن الجن مخاطبون بالشرائع، ومكلفون.
ونؤمن أن الله أخبر ملائكته أنه سيجعل في الأرض خليفة لعمارتها بالعبادة. وبيَّن الحق أن هذا الخليفة هو آدم، وأنه سيخلقه من تراب، وهذا التراب جعله الله طينًا، ثم خلقه أطوارًا.
ونؤمن أن الله خلق آدم بيده الشريفة، وأسجد له ملائكته، وخلق له من نفسه زوجًا ليسكن إليها، وهي حواء، وأسكنهما الجنة، ثم أهبطهما إلى الأرض.
ونؤمن أن الناس كلَّهم من ذرية آدم، وآدم من تراب، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
ونشهد أن الله خلق الناس على الفطرة.
ونؤمن أن الروح من أمر الله، وأن البشر لا يعلمون من شأنها إلا ما أطلعهم الله عليه، وأن الأرواح مخلوقة لله.
ونؤمن أن الأرواح تموت، وموتُها مفارقةُ البدن.
ونؤمن أن كلَّ ما يدبُّ على الأرض من دابة أممٌ أمثالُنا.
ونعلم أن الله خلق كل دابة من ماء، وجعل من كل شيء زوجين، وكل هذه المخلوقات إلى الهلاك، إلا ما استثناه الله، عز شأنه وتعالى.