اللغات المتاحة للكتاب English پښتو اردو

كتاب اليوم الآخر

ملخص الكتاب

ونؤمن باليوم الآخر، وأنه ركن من أركان الإيمان الستة، وسمي باليوم الآخر؛ لأنه آخر أيام الدنيا، فليس بعده يوم، وله - أيضًا - أسماء كثيرة ومن أسمائه: يوم القيامة، ويوم البعث، ويوم الحساب، ويوم الدين، والطامة، والحاقة، والواقعة، والصاخة، والغاشية، وقد ذكر الله اليوم الآخر في مواطنَ كثيرةٍ من كتابه الكريم.

ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بعلاماته - أي: علامات الساعة-وأيضًا: الإيمان بما يحصل بعد الموت، وسنبدأ بالكلام على علامات الساعة، ثم ما يحصل بعد الموت؛ لكونها تقع قبل اليوم الآخر.

فعلامات الساعة: هي العلامات الدالة على قرب اليوم الآخر، وهي من الغيب الذي أمرنا بالإيمان به.

وهي ثلاثة أقسام:

أحدها: ما ظهر من علامات الساعة، وانتهى، وهي كثيرة جدًّا.

الثاني: ما ظهر من علامات الساعة، لكنه لم ينته، وإنما ما زال مستمرًّا.

الثالث: ما لم يقع بَعْدُ منها، وإنما تكون بين يدي الساعة قريبًا منها.

ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بأن كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى، وأن ملك الموت يقبض الأرواح، والإيمان بما يحصل بعد الموت، من سؤال الميت، وعذاب القبر ونعيمه.

ونؤمن بأن الله إذا أذن بزوال هذه الدنيا وانقضائها، أمر الله المَلَكَ، فينفخ في الصور النفخة الأولى، فيصعق كل من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينزلُ الله مطرًا تنبت منه أجساد الخلق، ثم يأذن الله للملك فينفخ في الصور النفخة الثانية؛ فيبعثون من قبورهم، ويقوم الناس لرب العالمين، وأول من تنشق عنه الأرض نبينا صلى الله عليه وسلم، وأول من يفيق نبينا صلى الله عليه وسلم، وأول من يكسى نبي الله إبراهيم خليل الرحمن، ويحشر الناس حفاة عراة غُرْلًا، وأرض الحشر بيضاء.

ونؤمن بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بالعرض والحساب والجزاء، وأنه سبحانه وتعالى سريع الحساب. وحساب الله لعباده له مراتبُ وأحوالٌ متباينةٌ، فمن العباد من يحاسب حسابًا عسيرًا، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا، ومن المؤمنين من يدخل الجنة بلا حساب.

ولا يُظلم أحد في ذلك اليوم، وأول من يحاسب يوم القيامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء.

ونؤمن أنه في هذا اليوم يؤتى بالشهداء، فتشهد الملائكة، وتشهد الأرض بما عمل العباد عليها، وتشهد الجوارح.

ونؤمن أن الله تعالى يضع موازينَ حقيقيةً لوزن أعمال العباد.

ونؤمن بأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضًا ترده أمته، ثم يساق العباد: إما إلى الجنة، وإما إلى النار -والعياذ بالله- ويضرب الجسر على جهنم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، فتخطف الناس بأعمالهم، وأول من يجيز الجسر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.